رحى الفتنة
تضافرت أصوات العلماء الناصحين من أبناء هذا الوطن الغالي في كبح جماح الفتنة التي أُريد لرحاها أن تدور في هذه البلاد الغالية ، حتى أضحوا مُبرّزين على كل منبر ، في الصحافة وفي التلفاز وعلى منابر الجُمع وعبر الشبكات والاتصالات في حملة تحصين مخلصة لهذا الشعب الأبي من إفساد المفسدين وإرجاف المرجين ، فيما تفرّغ البعض لرسم الكركتيرات لمحتسبي معرض الكتاب الذين غاضهم أن يُقال عن ربهم أنه والشيطان وجهان لعمله واحدة فتعالى الله تعالى عما يقول الكافرون علوا كبيرا.
منزلة العلماء
العلماء يا سادة هم ورثة الأنبياء وصمامات الأمان للشعوب الإسلامية وقد أمرنا الله تعالى بالرجوع إليهم (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ولا يُعرف قدرهم أكثرَ ما يُعرف إلا بمثل هذه المحن التي تعلوا أصواتهم فيها وتنخفض أصوات غيرهم ويُسمع لهم فيها أكثر مما يُسمع لغيرهم وتراهم يجأرون إلى الله تعالى بالتضرع بإخلاص وذل ووجل أن يزيل الله المِحن ، فيما يعيش كثير منا بلا همّ ولا حَزن ؛ لا لشيءٍ إلا لأنهم يعرفون متى تقبل الفِتن وما الذي تُخلّفه ورائها من تمزيق لِلُحْمَة المسلمين وإضعافٍ لكلمتهم وهيبتهم أمام الأمم ، والعلماء ورثة الأنبياء كما أسلفت لا يرجون وراء دعوتهم إلى الله تعالى إلّا الأجر والثواب في سبيل تحقيق المصالح العظمى للأمة الإسلامية التي اؤتمنوا على تبليغ شعائرها وتعاليمها.
وصية
فالله الله في هؤلاء العلماء ، في الحفاظ على قدرهم ومكانتهم وعدم التطاول في أعراضهم وفتاواهم وأقولها وبكل أسف : أن بعضا من كتاب الصحف هداهم الله لا يعرفون قدر هؤلاء العلماء و لا يرعوون عن التهكّم بهم ووصمهم بالمجانين والمتخلفين والمشاغبين وغيرها من الألفاظ التي يترفّع عنها السفهاء فضلا عن العقلاء ، ولكنّها سنة الله تعالى في أولياءه .. والعاقبة للمتقين.