حسن البنا
"حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي"
ولد سنة 14 أكتوبر 1906 - 1324 هـ ، في مدينة المحمودية (محافظة البحيرة)
ولد حسن لأسرة بسيطة فقد كان والده يعمل مأذونا ومحدث وهو الذي ألف كتاب الفتح الرباني في ترتيب مسند الامام أحمد الشيباني...
وكانت مقومات الزعامة والقيادة قد بانت عليه من صغره ففي مدرسة الرشاد الإعدادية كان متميزًا بين زملائه، ومرشحًا لمناصب القيادة بينهم، حتى أنهم ألفوا "جمعية الأخلاق الأدبية" ووقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسًا لمجلس إدارة هذه الجمعية، وكان أيضاً مغرم بالدعوة إلى الله ومحب لذلك منذ صغره وله قصة عندما كان في الحادي عشر من عمره تقريبا ً.. مر على قارب فرى أن صاحب القارب قد رسم على قاربه إمرأه عارية بشكل مخل ، فوقف معه وأنكره عليه وقال له : كيف تضع هذا التمثال والبنات يمرون ويرون ذلك أنت تأذيهم بذلك .فرد عليه صاحب القارب : أطفال ويعلموننا اذهب حيث أتيت . فذهب حسن لمركز الشرطة فكلم الضابط وقال له : رأيت منظراً يجرح كرامة كل أمرأه شريفه تمر من عنده فتعجب الضابط منه كيف لطفل أن يتحدث حول ذلك الموضوع .. فذهب معه الضابط إلى صاحب القارب ووبخه وأمره أن يزيل ذلك التمثال فأزاله .
التحق حسن بمدرسة المعلمين بدمنهور فألف "الجمعية الحصافية الخيرية" ، و كانت هدف الجمعية نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة وأيضاً مقاومة الإرساليات التبشيرية التي اتخذت من مصر موطنًا، تبشر بالمسيحية في ظل التطبيب، وتعليم التطريز، وإيواء الطلبة.
وقد طلب العلم من والده الشيخ أحمد البنا والشيخ محمد زهران والشيخ أبوشوشه والشيخ عبد الوهاب الحصافي والشيخ موسى أبوقمر والشيخ أحمد بدير الشيخ محمد عبدالمطلب وغيرهم.
حصل حسن على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 وكان أول دفعته، وعين معلمًا .
جماعة الأخوان
وفي مارس من عام 1928م تعاهد مع ستة من الشباب علي تأسيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وهم حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي.
وقد ذكر الشيخ حسن بأن فكرة الإخوان المسلمين نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، قد شملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، فهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية ..
وقد وضع الشيخ حسن عشرة أركان للبيعة لدي الإخوان في رسالته (رسالة التعاليم) وهي : الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوَّة والثقة..
شاركت الجماعة في حرب 1948 لتحرير فلسطين..
المؤامرة على الجماعة
كان هناك أحزاب قاومت فكر حسن البنا وحالت دون توسع رقعة الإخوان المسلمين السياسية وأيضاً كانت الحكومة المصرية ضدهاوقد اتهموها بأستغلال الدين للوصول سياسيا إلى السلطة.
قامت مؤامرة على جماعة الأخوان بعد الحرب فقام النقراشي باشا وأعلن مصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها وصادرت الحكومة سيارة الشيخ حسن ، واعتقلت سائقه وسحب سلاحه المرخص به، وقبض على شقيقيه الذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يحملهم مسئولية أي عدوان عليه.
مقتل الشيخ حسن
في الساعة الثامنة من مساء السبت 12 فبراير 1949م كان حسن البنا يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه الأستاذ البنا وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها وهو رقم "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952م.لم تكن الإصابة خطرة بل بقي البنا بعدها متماسك القوى كامل الوعي وقد أبلغ كل من شهدوا الحادث رقم السيارة ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه. لفظ البنا أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء بعد أن منعت الحكومة دخول الأطباء أو معالجتهم للبنا مما أدى إلى وفاته ولم يعلم والده وأهله بالحادث إلا بعد ساعتين أخريين وأرادت الحكومة أن تظل الجثة في المستشفى حتى تخرج إلى الدفن مباشرة ولكن ثورة والده جعلتها تتنازل فتسمح بحمل الجثة إلى البيت مشترطة أن يتم الدفن في الساعة التاسعة صباحاً وألا يقام عزاء.اعتقلت السلطة كل رجل حاول الاقتراب من بيت البنا قبل الدفن فخرجت الجنازة تحملها النساء إذ لم يكن هناك رجل غير والده ومكرم عبيد باشا والذي لم تعتقله السلطه لكونه مسيحيا وكانت تربطه علاقة صداقة بحسن البنا.
رحم الله الشيخ المجاهد المفكر الداعي رحمةً واسعه
واسأل الله أن يتقبله مع الشهداء ويجمعنا به في جناته جنات النعيم . آمين
* وهذا قليل عنه فأنصح الجميع قراءة كتبه و رسالاته ..