كبار علماء الدين المسلمين: داعش ’عار على الإسلام‘

وصف مفتي الديار المصرية تنظيم ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بـ "الكيان الإرهابي" الذي "خالف كل القيم الإسلامية ومقاصد الشريعة العظمى".
وأكد الشيخ شوقي علام خلال اجتماع يوم 12 آب/أغسطس في القاهرة، أن "مثل هذه الجماعة الدموية المتطرفة تمثل خطراً على الإسلام والمسلمين، وتشوه صورته".
وأشار إلى أن "مواجهة الإرهاب والتطرف تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً على المستويات كافة".
وطالب المفتي جميع الشعوب العربية بالتكاتف للتصدي لهذه الأخطار وإغلاق كل أبواب الفتنة، والمشاركة الجادة في بناء أوطانهم وعدم السماح لأي شخص أو كيان بزرع بذور الفتنة في صفوفهم.
وتعليقا على هذا، قال الشيخ عبد الباقي الجيزاوي من إدارة الأبحاث الشرعية في دار الإفتاء المصرية "إن كلام المفتي يستند إلى مجموعة قوية من الأدلة الشرعية والقانونية"، مؤكدا للشرفة أن ممارسات داعش "هي فعلا عار على الإسلام والمسلمين وتاريخ الأمة الإسلامية".
داعش خارجة عن الإسلام
ولفت الجيزاوي إلى أنه سبق لدار الإفتاء أن اعتبرت تنظيم داعش خارجا عن الإسلام وأكدت ضرورة التصدي له، كما جرمت أعمال داعش في العراق وبخاصة ما يتعلق بهدم مقامات ومراقدالأنبياء والصالحين.
وأضاف الجيزاوي أن تصرفات عناصر تنظيم داعش في سوريا والعراق ولبنان ومصر والتي يدعون أنها تتوافق مع الشريعة وخطى السلف، هي "قمة الإسفاف والمتاجرة بالدين".
وقال: "لم يشهد التاريخ الإسلامي مثل هذا الاعتداء السافر على غير المسلمين. فالشريعة الإسلامية دعت إلى نشر الإسلام بالعدل والعقل وليس بقطع الرؤوس وتدمير الأبنية الدينية".
وأشار إلى أن قضية داعش وتطرف أفكار التنظيم من المسائل التي يتفق عليها علماء الإسلام، حيث صدرت تصريحات وفتاوى مشابهة لكلام مفتي الديار المصرية في كل من تركيا وسوريا ولبنان والسعودية والبحرين والكويت والإمارات، "مما يؤكد نزع الغطاء الديني الذي تتستر خلفه هذه العصابة الإجرامية".
وآخر هذه الفتاوى أصدرها المفتي السعودي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، ودان فيها تنظيما داعش والقاعدة معتبرا أنهما " العدو الأول للإسلام ".
الكنائس تساهم في نشر الوعي
من جهته، قال القمص ميخائيل باخوس من كنيسة مار مينا الأورثوذكسية بالجيزة، إن كلام مفتي مصر يؤكد على الخط الوسطي الذي ينادي به الأزهر كما يؤكد مرة جديدة أن داعش ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية لا تمثل الدين الإسلامي.
وقال للشرفة "ليست المرة الأولى التي يتبرأ فيها مسلمو مصر من الإرهابيين"، داعيا الكنيسة وجميع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الفكرية والثقافية والإعلامية إلى دعم جهود دار الإفتاء ومؤسسات الأزهر الشريف الرامية إلى القضاء على الفكر التكفيري الإرهابي.
وشدد باخوس على أن هذا الفكر "لا يرحم أحدا، لا من المسلمين ولا من المسيحيين أو أتباع أي ديانة أخرى".
وأكد أن الكنيسة تؤكد من خلال الوعظات على أن داعش لا تمثل المسلمين ولا تعاليم الإسلام.
وبتوجيهات من مشيخة الأزهر ودار الإفتاء، يقوم دعاة وأئمة المساجد في مصر بالتركيز أيضا في خطبهم ودروسهم الدينية على خطر داعش على المجتمعات العربية والإسلامية، ويشرحون أن ما تقوم به من أعمال يتنافى مع الإسلام، حسبما أكده للشرفة إمام مسجد النور في المعادي الشيخ عبد المنعم محمد.
وقال الشيخ محمد إنه يكثف جلساته مع الشباب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاما لتحصينهم فكريا وعقائديا ضد أي محاولة اختراق لتجنيدهم من قبل الجماعات المتطرفة.
وأوضح قائلا: "لقد قمت مثلا بعرض فيلم فيديو لمجموعة من الشباب أظهر بعض الجرائم التي تقوم بها هذه الجماعات للتأكيد على الانحراف الفكري والمستوى الإجرامي الذي وصلت إليه".
من جهته، يتطلع سامي وهاب الأستاذ في إحدى ثانويات القاهرة، إلى عودة الدوام المدرسي ليشارك بدوره التوعوي تجاه طلابه ونشر وشرح تصريحات دار الإفتاء عن تنظيم داعش، كما قال في حديث للشرفة.
وأضاف "من المؤكد أن دور المدارس عموما والأساتذة خصوصا لا يقل أهمية عن دور رجال الدين والمؤسسات الدينية لمواجهة خطر الإرهاب الفكري والتطرف الذي يحاول الانتشار في المجتمعات".